من السراويل الطويلة إلى السترات الصفراء: تَمْدِينُ فرنسا المشوّه والهويّات الممزّقة

التهميش الاقتصادي وفشل سياسات دمج أبناء المهاجرين في المدن توقد احتجاجات المهاجرين والعمّال المتجدّدة في فرنسا

Share
من السراويل الطويلة إلى السترات الصفراء: تَمْدِينُ فرنسا المشوّه والهويّات الممزّقة
جانب من موجة الشغب في ضاحية نانتير غرب باريس احتجاجاً على مقتل الفتى ذي الأصل الجزائري نائل برصاص شرطي في يونيو 2023 (تصوير ستيفان روبير من نور فوتو / خدمة غيتي للصور)

استمع لهذه القصة

00:00:0000:00:00

باتت مشاهدُ الاحتجاجات وأعمال الشغب معتادةً في فرنسا في العقد الماضي، مع تباينٍ في العنف. إطاراتٌ محروقةٌ ومحالٌّ منهوبةٌ وشوارعُ خاليةٌ تفصِل الشبابَ الملثّمين الغاضبين – وأكثرُهم من أبناء المهاجرين العرب والأفارقة – عن قوّات مكافحة الشغب. تتسع موجاتُ الاحتجاج وأعمال الشغب لآخَرين، مثلَ احتجاجات المعلّمين والمتقاعدين. بدأت حركة احتجاجية شعبية على غلاء الأسعار، خاصةً أسعارِ الوقود، وامتدّت من فرنسا إلى دول الجِوار. وقد ارتدى المتظاهِرون السُتراتِ الصفراءَ التي يفرِضها القانونُ الفرنسي على العمّال لتسهيل تمييزِهم عن بُعد.

إنّ تكرُّرَ هذا النوع من الاحتجاجات يُثير كثيراً من الأسئلة عن اندماجِ الأقليات العربية والإفريقية وفاعليةِ سياسات الدمج والتعايش في المجتمع الفرنسي، إنْ وُجِدَت. من أين يأتي هذا الغضبُ المكنونُ في أوساط تلك الأقليات؟ خاصةً في فرنسا مُبشِّرةِ العالَم بالمساواة والحرية والإخاء، بينما هي متوتّرة أكثرَ من سائرِ دول أوروبا في قضايا الاندماج. صحيحٌ أن تلك الدولَ قد تضطرب علاقتُها بأقلياتِها، مثل بعض المجموعات الإسلامية المسلّحة أو بعض الصِدامات المصاحِبة للمبارَيات الرياضية، إلّا أن ذلك لا يُداني الأزمةَ في فرنسا. إن إجابةَ هذه التساؤلاتِ تَظهرُ في عاملَيْن: التَمْدِين المُشَوّه في الضواحي الفرنسية، وبِنْيَة الأقليات الاجتماعية نفسها. يَضمنُ هذان العاملان استمرارَ الاحتجاجات وتجدُّدها، وتتداخل الهُويةُ مع الأزمة الاقتصادية ممّا يضاعِف التوترَ بين فرنسا وأبناء الأقليات العرقية والدينية فيها.

من الخلاصات الطريفة للمؤرّخ البريطاني جورج رود، الذي صَرَفَ عُمرَه في رصد ظاهرة العامّة وسلوك الجماهير في الثورة الفرنسية، رَبْطُه بين الجماهيرِ التي قادت الثورةَ ولباسِهم اليومي. يَخْلَصُ رود إلى أن تسميةَ الثوار بـ"ذوي السراويل الطويلة" تلميحٌ لطبقتهم الدنيا، وتمييزٌ عن الطبقات الأُخرى الميسورة. فقد كان الثوار ينحدرون من مناطقَ هامشيةٍ أو فقيرة، وكانوا من صِغار الكَسَبَة والحِرَفيّين والعمّال.

مرّ أكثرُ من قرنَيْن على الثورة الفرنسية، وبقيَت الظاهرةُ مع اختلافٍ في التفاصيل والأسماء. استُبدِلَت بالسراويلِ الطويلةِ السُتراتُ الصفراءُ أو قُمصانُ المنتخباتِ الوطنيةِ العربيةِ والإفريقيةِ. هذه القُمصانُ، مع دلالتِها على الوضع الطبقي والاقتصادي لسكان الضواحي الفرنسية، تُنْبِئُ عن أزمةِ هُويّةٍ أيضاً.

في أثناء عملي مراسِلاً لقناة بي بي سي، شهدتُ جنازةَ شابٍّ فرنسيٍّ من أُصولٍ جزائريةٍ اسمُه نائل، قُتِلَ على يد الشرطة الفرنسية نهايةَ يونيو 2023. سَوّغَت الشرطةُ فِعلَها أن نائلاً لَم يَمتثِل لأوامرِ التوقف بعد مخالَفةٍ مرورية. كانت الجنازةُ في مسقطِ رأسِه "نانتير" إحدى ضواحي باريس. وقد صُلِّيَ عليه في مسجدٍ يحملُ اسمَ الشيخ الجزائري عبد الحميد بن باديس (1889-1940) مؤسِّسِ تيّار "الجَزْأَرَة" لإحياء الثقافة الجزائرية ومواجَهة الاستعمار الفرنسي. اليومَ يعلو اسمُ ابنِ باديسَ مسجداً في قلبِ التوتّر بين الفرنسيين ذوي الأصول الجزائرية والدولة.

كانت الأجواءُ في المقبرة المحلية تعبّر عن صراعاتِ الهُويّة، وعن التنظيم الصارِم الذي يتبعُه الشبابُ. فقد كانت قمصانُ كرة القدم لمنتخَبَي الجزائر وتونس ثم السنغال منتشرةً. قال لي أحدُ الحضور، بالدارجة التونسية، إن مشكلةَ كثيرِين من أبناء الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين الجزائريين والأفارقة: "أنهم ممزَّقون بين هُويَّتَيْن غيرِ مكتملتَيْن؛ لا هُم فرنسيون بالكامل هنا، ولا هُم جزائريون حين يعودون إلى هناك". كانت الجنازةُ منظَّمةً جداً. لَم يَسمح المنظِّمون بالتكبير والتهليل. وكانوا صارِمين في منع التصوير. ليس لهؤلاء الشباب هُويّةٌ سياسيّة أو اجتماعيّة واضحة، فهُم لا ينتمون إلى حزبٍ أو جمعيةٍ من جمعيات حقوق المهاجرين. 


تزيد الهويةُ من التوتر المجتمَعِيّ، فهي تحوِّل أي قضيةٍ، كبيرةً كانت أو صغيرةً، إلى مادّةٍ سريعةِ الاشتعال. موضوعاتُ منع النقاب والرسوم المسيئة وتنظيم الدولة الإسلامية تُثير التوترَ وتُعمِّق الانقسامَ في هذا المجتمع. لذلك تثير مشكلةُ الهوية تساؤلاتٍ جدّيةً عن السياسة المُثلى لاحتواء التوتر. الدولة الفرنسية لا تَعترِف بالأقليات العِرقية، فالسكان كلُّهم فرنسيون، ويعيش أبناءُ المهاجرين وأحفادُهم في الهامِش. منهم من لا يجد طريقةً للاندماج، ومنهم من لديه حُجَجُه في رفض الاندماج أصلاً.

يُغذي الشعورُ بالتمييز حالةَ الغضب على الدولة عند هؤلاء الشباب الفرنسيين ذوي الأصول المهاجرة. ذَكَرَ التقريرُ الصادرُ عن "جمعية السود الفرنسيين" عام 2023 أن تسعةً مِن كلِّ عشرةٍ من أصولٍ مهاجرةٍ يَشعرون بالتمييز. يقول أحد الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات وأعمال الشغب صيفَ عام 2023، واشتَرَط إخفاءَ هويتِه، إنه لا يُفضِّل العنفَ، لكنّها الطريقةُ الوحيدةُ "لتَسمعَنا السُلطاتُ". يقول: "إنهم لا يَستمعون إلينا، ولا يَنتبهون لنا، والأساليبُ السلميةُ لا تُجدي نفعاً، لذلك نَلجأُ إلى العنف"، ويضيف: "نريدهم أن يعرفوا أننا في حالةِ غضب".

تَظهر حالةُ الغضبِ هذه في الكتابات التي خلَّفَها المحتجّون على الجدران في الضواحي الباريسية. فبعضُها يطالِب بالثأر للشاب المقتول، وأُخرى بالعدالة له، وبعضُهم استخدم الطلاءَ الرشاش باللونين الأحمر والأسود ليَكِيل الشتائمَ للشرطة الفرنسية ولرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون. آخَرون كتبوا يطالِبون بـ "الثورة". وكأن هذه الكتابات بياناتٌ سياسيةٌ تدلّ على الغضب الذي يجتاح الضواحي الفرنسية.


يتعاظم الغضبُ مع تداخُل الهُوية والعامل الاقتصادي في نطاقاتٍ جغرافيةٍ محدَّدةٍ مثل الضواحي. فقد تَجاوَزَ مفهومُ الضاحيةِ في فرنسا التعريفَ اللغويَ الدالَّ على المناطق الواقعة في أطراف العاصمة أو المدينة، إلى مفهومٍ عن أحزمةِ الفقرِ في محيطِ باريس. منذ سبعينيات القرن الماضي، أصبحت الضاحيةُ مفهوماً محمَّلاً بحُمولةٍ سياسيةٍ واجتماعية، إذ يعيش اليومَ 8 بالمئة من سكان فرنسا في أحياءٍ فقيرةٍ، معدَّلُ دخلِها السنوي نصفُ معدّلِ الدخل الوطنيّ، وأكثرُ مِن نِصْفِهم لا يشارِكون في انتخابات البلاد. نسبةُ الفقر ترتفع إلى أكثر من 50 بالمئة في تلك الضواحي، وفيها أعلى نِسب البطالةِ في البلاد. 

يتجلّى الغضبُ والشعور بالتهميش والانفصال عن بقية أجزاء باريس في مجمّعِ بابلو بيكاسو الإسكاني، مُقامِ الشابّ الذي حضرتُ جنازتَه. إن الاقتراب من هذا المجمّع يَشِي بالانفصام بين مدينة باريس وأطرافِها؛ ففي محيطِه يجتمع الشبابُ على جَنَبات الطُرُق وأمام المَحالِّ الصغيرة، في استعادةٍ لتقاليدَ منتشرةٍ في بعض مناطق الشرق الأوسط. ولكن ما إنْ تَدْخُلَ المجمّعَ الإسكاني حتى تدرِكَ عمقَ الأزمةِ وفشلَ التَمْدِينِ في المدينة، أو فشلَه بهذا الشكل. 

بُنِيَ المجمّع عام 1976 ليوفّر مساكنَ للمهاجرين الجزائريين والأفارقة، الذين احتاجت إليهم فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية. يروي بعضُ سكّان المجمّع أن المهاجرين قبل بنائه سكنوا في منازلَ من الصفيح. صُمّم المجمّع ليكون إعادةَ إنتاجٍ معماري هندسي للوحتَيْنِ للرسامِ الإسباني بيكاسو (1881-1973) الذي عاش حياتَه في فرنسا ومات فيها. ينقسم المجمّع إلى عدّة مبانٍ شاهقةٍ بأطوالٍ مختلفة، تمثّل هذه المباني الطويلةُ النساءَ المرسوماتِ في لوحةِ بيكاسو الشهيرةِ "آنِسات آفنون" التي رسمَها عام 1907. تُصوّر اللوحةُ خمسَ نساءٍ عارياتٍ، مختلفٌ وضعيّاتُها غامضٌ ملامحُها، وتعبّر اللوحةُ عن نقلةٍ في الفن التكعيبي يصوِّر جمالاً متنوعاً مختلفاً في جسد المرأة. ولهذا السبب اختيرت اللوحةُ لتحويلها إلى مشروعٍ هندسيٍ يستهدفُ إيواءَ الآلاف من المهاجرين الجزائريين.

الحيُّ معزولٌ عن الأحياء الأُخرى بحاجزٍ للسيارات وعماراتٍ شاهقةٍ مزوَّدة بساحاتٍ للَعِبِ وحدائق صغيرة. أُسِّسَت هذه المباني لتَمْدِين تلك المناطق، وأضحت ظاهرةً في سبعينيات القرن الماضي في الكثير من المدن الأوروبية. يهدِف توفيرُ أماكن استجمامٍ عامةٍ (حدائق وميادين رياضة ومشي وساحات ألعاب للأطفال) إلى تعزيز قِيَم المدينة، ثم تسهيلِ اندماج المهاجرين. إلا أن هذه الطموحاتِ لم تتحقّق، لا في مجمّع بابلو بيكاسو ولا في غيرِه من الضواحي الفرنسية.

اعتمادُ التَمْدِين لعلاج المشكلات الاجتماعية والسياسية ليس طرحاً خاصّاً بأوروبا الغربية. ففي مدينة شيكاغو الأمريكية، بُني المجمعُ الإسكانيُ "روبرت تايلور" لتقديم حياةٍ حضريةٍ لما يزيد على أحد عشر ألفاً من ذوي الدخل المحدود، خاصةً من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية. إلا أن دراسةً أجراها الباحثُ ديف مِلْسنِس ذَكرَتْ أن المجمعَ صار من أكثر المناطق تكدُّساً بالناس والجريمة والمخدرات، وبَلَغَت نسبةُ البطالة فيه أكثر من 95 بالمئة. وأشارت دراسةٌ أُخرى إلى أن نسب الجريمة ترتفع في الشقق التي لا تطلُّ على مناطقَ مفتوحةٍ، كالحدائق أو المساحات الجمالية الكبيرة.

مع حلِّ مشكلة الفقر، اعتُمِد التَمْدِينُ أيضاً لتجاوُز الانقسامات الاجتماعية الحادّة. ففي مدينة بلفاست، عاصمةِ إيرلندا الشمالية، خُصِّص مجمع "ديفيس فلاتس" لإيواء السكان الذين أُبعِدوا عن بيوتهم نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي جرّاءَ التوترات الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت. كان الهدفُ من بناء المجمع خلقَ هويةٍ مدنيةٍ تسمو على الانقسامات الطائفية. إلا أن المجمع صار ساحةً للصراع بين مقاتِلِي "الجيش الجمهوري الإيرلندي" والجيش البريطاني. وصار ميداناً لحربٍ استخباراتيةٍ ضَرُوسٍ كانت عنواناً رئيساً لما عُرف بسنوات "الاضطرابات" في إيرلندا الشمالية في تلك الأيام. 


لَم يكُن مجمعُ بابلو بيكاسو في "نانتير" مختلفاً عن هذه المحاولات. يسكن في المجمع اثنا عشر ألفَ إنسانٍ، غالبيتُهم من أصولٍ عربيةٍ وإفريقية. نوافذ الشقق في المباني العالية، لا تُفتَح إلا جُزئياً، كأنها نوافذُ المستشفيات، مذكِّرةً السكانَ بهويتِهم الناقصة. أحد المباني له مداخلُ مختلفةٌ، يقف على أحدِها شابٌّ ملثَّم بيدِه حقيبةٌ صغيرةٌ يراقِب المارّين خصوصاً الغرباءَ مِثلي. هذا الشخص من الكشافة ويُدْعى في الحيّ "شُوف شُوف"، بالدارجة المغربية، وقد كلَّفه باعةُ المخدِّرات في الحيّ بالمراقبة خوفاً من مداهَمات الشرطة. وبينما يقف هناك، يتجوّل شابٌّ آخَرُ بدراجةٍ ناريةٍ صغيرةٍ بين العمارات. قال لنا المرافِق المحلي بلهجته المغربية المتداخلة بالفرنسية: "هذا مشرفٌ على المراقبين الذين يتوزعون على مداخلَ مختلفةٍ من العمارات. تجّار المخدّرات أسّسوا نظاماً للبيع يشبه خدمة (الطلب من السيارة) الذي تقدّمه ماكدونالدز". يدفع مشتري الحشيشِ للبائع خارجَ المجمع السكني، والبائعُ يخبر مشرفَ المراقِبين بأن المشتريَ قد دَفَعَ المَبلغَ وتحرّك إلى نقطةِ البيع الأُخرى التي يتسلّم منها بضاعتَه. 

التقينا في المجمّع بالناشطة التربوية فتيحة عبدوني، مؤسِّسةِ مبادَرةِ "أمهات بابلو" وهي في عقدها الخامس. انتقلَت فتيحةُ من الجزائر إلى فرنسا منذ أكثرَ من عشرين عاماً. تقول إنها بدأَت نشاطَها بعد تجاهُل المدرّسين لابنها المصاب بعُسْر القراءة. لم تَرْضَ فتيحةُ بذلك بل أصرّت على أن تجعل ابنَها قِصّةَ نجاحٍ. استطاعت أن تُعِين ابنَها على إكمالِ دراسته الجامعية والحصولِ على عملٍ. وأسَّسَت مبادَرةً أَسْمَتْها "أمهات بابلو" تحضُّ على نشر التعليم وتشجيع الشباب والفتيات على تغيير حياتهم بالتعليم. إلا أنها تقول إنه في كل سنةٍ يتقدم الطلبةُ حتى المميَّزون للمدارس الجيّدة ولا يُقبَل منهم إلا طالبٌ واحدٌ على الأكثر. يربط سكانُ المجمّع ذلك بالأسماء العربية التي يحمِلونها، بينما تُلقي فتيحةُ باللَّوْمِ على سنواتٍ من التنميط العِرقيّ ونَقْصِ الفُرَص. تقول: "مُورِسَ علينا ضغطٌ وقمعٌ كبيران، ما جعلَنا غاضبِين حقّاً". تُبيِّن هذه القصةُ كيف يتحوّل الشعورُ بالتمييز إلى سمةٍ مجتمعيةٍ تتأثر بعلاقةِ هذا المكوِّن بالمكوِّنات الفرنسية الأُخرى وتؤثِّر فيه. هذه المشكلاتُ تتعمَّق جذورُها باستمرار الجريمة والتمييز؛ فيخافُ بقيّةُ الفرنسيين من الضواحي ومشكلاتِها، ويشتدُّ الإحساس بالمظلومية في أطراف المُدُن.

أَنتَجَت مشاريعُ التَمْدِينِ الفرنسيةُ واقعاً مغايِراً تماماً لما يُرجى منها. فما زال الشاب الفرنسي من أصولٍ جزائريةٍ أو إفريقيةٍ يشعر بالتهميش والإقصاء فيَتشبّث بهويةٍ أُخرى يعبّر عنها بلبس قميص المنتخب الوطني لبلادِ أَبَوَيْه الأصلية. إلا أن هذه الهويةَ الجديدةَ لا تربطه بذلك البلد البعيد الذي لم يَسبق له أن رآه أو زارَه في حياته، بل تصبح هويةً فرنسيةً محليةً لا تخرج عن الضاحية التي يعيش فيها، وهكذا تستمر الدائرةُ المغلَقةُ في تعزيز التوتر والانقسام.

اشترك في نشرتنا البريدية