من مجلّة إلى معهد.. كيف أنضج عامٌ واحد ملامح مشروع الفِراتْس الثقافي

تتوسّع مجلة الفراتس في ذكراها السنويّة من مجلّة إلى معهد بعدّة مشاريع، ومنظومة إعلامية متعددة الوسائط.

Share
من مجلّة إلى معهد.. كيف أنضج عامٌ واحد ملامح مشروع الفِراتْس الثقافي
الفِراتْس هي النحت اللغوي الغربي لاسم "سُرَّة الفرس" | تصميم خاص بالفِراتْس

في أحد التجمّعات الثقافيّة التي حضرتها انتقد أحد الحضور المرحلة الطويلة التي تمرّ بها الفكرة في مجلة الفراتس قبل قبولها، ثم المراحل التحريرية الشاقّة التي تخوضها المطولة قبل نشرها. استكمل أحدهم النقد ذاكراً أنّه أراد الكتابة مع المجلّة لكن فكرته رُفضت بعدما ناقشه المحرّر فيها أخذاً ورداً. التقط الحديثَ شخصٌ ثالث مثنياً على مقالات المجلّة: "صحيح أنّ كتابة المقال ونشره تستغرق وقتاً طويلاً، إلّا أنّك غالباً ستكون مسروراً بالنتيجة النهائية للمقال".

انطلقت الفِراتس منذ سنة متبنّيةً نهجاً ثقافياً وفكرياً وصحافياً في آن، وهي بهذا تنضمّ إلى قليلٍ من المجلّات والمنصّات العربية الحاليّة التي تحاول أن تمزج الصحافة بالفكر والثقافة. وهي كذلك تلتحف إلهاماً في بعض أوجهها من العصر الذهبي للصحافة العربية وما كان فيه من جد وتجديد وعمق. غير أنّ ما يميّز الفراتس ليس فقط هذا "المزج" بين الثقافي والفكري بالصحفي، إنّما نهجها اللغويّ الوازن والبليغ الذي نرنو أن نعزّزه مبدأً وروحاً في الصحافة العربية. وكذلك آلية العمل والتحرير التي تجعل من المطولة المنشورة محادثةً حيَّةً وتفكّراً عميقاً. فتخلق شراكةً بين المجلة والكاتب من جهة، وبين الكاتب ومحرّره الذي يناقشه ويحاوره في نقاط المقال حتى يستوي في شكله النهائيّ مطولة منضبطةً، معرفياً ولغوياً.

غدت المجلة اليومَ أحد أركان مشروعٍ ثقافيٍّ ومنظومةٍ متكاملةِ الجوانب. وقد وُلِدَت أولاً من حلم بناء منصةٍ عربية موضوعيّة محايدة في طرحها وتعاملها مع الواقع العربي وتحدّياته، تُجيد الجَمعَ بين الرصانة الفكرية والجرأة الصحفية، جاهدةً لتفادي تكرار زوايا العرض والمعالجة التي تملأ الصحف والمجلات العربية، بسعيها إلى ترسيخ مبدأ التأثر والتأثير بين الحضارات. وفي الذكرى السنويّة الأولى لإطلاق مجلة الفراتس، توسَّع المشروع من مجلّةٍ إلى معهد مطلقاً بعض المشاريع الجديدة.


وكأيّ نهجٍ فكريٍّ قائم أو جديد، وكما هي طبيعة الوجود، فلا مناصَ من تعليقاتٍ تصلنا معترضةً أو مادحةً نمط الكتابة والتحرير واللغة والتأنّي الذي يراه بعضهم مُبالغاً فيه أحياناً. استفهامات كثيرة تصلنا كذلك عن اسم المجلّة وسبب اختياره. الفراتس هي النحت اللغوي الغربي لاسم "سُرَّة الفرس" الذي استخدمه علماء الفلك المسلمون لوصف النجم الأكثر لمعاناً في كوكبة نجوم "الفرس الأعظم" السماوية التي وضعها علماء الفلك اليونان، والذين بنى علماء الفلك المسلمون جزءاً من معارفهم الفلكية عليها. فكان اسم المجلة انعكاساً واضحة لرؤية المشروع.

ومثل النجم في عليائه واتساع مداه، تنطلق الفراتس من رؤيةٍ كونيّة حضاريّة في إطار قيمي إنسانيّ تتجاوز الحدود أيًّا كانت، فكريةً أو منهجيةً أو عقديةً أو عرقيةً. فالإنسانية تعيش تحت سماءٍ واحدة تتشارك أسماء النجوم نفسها والنظر نحو الأعلى باتجاه التقدّم، فهي نفس القافلة الإنسانية التي تستدل بهذه النجوم دروبها منذ الزمن الأول. فالفراتس مشروع إعلامي عربي رسالته عالميّة، يساهم في تعميق الوعي وإثراء المعرفة العربية.

انطلاقاً من هذه الرؤية تأمل منظومة الفراتس بلوغ هدفٍ مزدوج: أن تربط الإنسان العربي بما يدور حوله في العالم عبرَ جلب قصصٍ وأحداثٍ عالميّةٍ تتقاطع معه، وأن تساهم في تعزيز إدراكه بأنّ ما يدور في منطقته مربوط مثل حبلٍ سرّي بما يجري في العالم، يؤثّر فيه ويتفاعل معه. وهكذا فإنّ إسهامه في منطقته يأتي ضمن إسهامٍ عالمي وإنساني جمعي، متراكم ومتداخل. قد تبدو هذه الرؤية مشوبة ببعض المثالية لأن مشكلات العالم العربي وجذورها كبيرة وتحدياتها هائلة، لكنّنا لا ندّعي أنّ الفراتس مشروع "نهضة" للعالم العربي بقدر ما هو مشروع إنتاج وعي ومعرفة ونشرها، يساهم كما يساهم غيره من المشاريع والرؤى والتصورات. من هذا المنطلق، نأمل أن يؤدّي وعي المعرفة الذي نقدّمه إلى تصورات وأفكار تحمل المنطقة إلى آفاق من العمل الحضاري والإسهام الإنساني من جديد.


وإن كان مرور الأيام نمواً، فليس كله نمواً تحفه الورود من كل جانب. لم تمرّ السنة الأولى من مجلة الفراتس واليسر دوماً حليفها. فقد واجه قبول قالبنا في البداية بعض الصعوبة التي خلقت لنا تحدّياً في تنفيذه. وقد كان كتّابنا وكاتباتنا، على تعدد ميولهم المعرفية وأساليبهم في الكتابة والعرض، عوننا الدائم. فساهموا في التغلّب على هذا التحدّي من تأنّي الإطار التحريري ثمّ القالب اللغوي حتى آلية التحرير والمراجعة والتدقيق الطويلة. تنشر المجلّة مطولة واحدةً يومياً، وتركيزنا منصبّ على زيادة جودة مطولاتنا وتحسينها وتطويرها.

قبل الموافقة على الفكرة المقترحة تخضع هذه الفكرة لنقاشٍ مطوّل بين الفريق، ثمّ بين هيئة التحرير التي تداور عضويتها لتشمل جميع أعضاء الفريق تناوباً. فنضمن أن كلّ محرّرٍ ومحررةٍ لهم نفس الفرصة والدرجة من التأثير والنقاش والمشاركة في اتخاذ القرار.

بعد استلام المطولة، المتوافقة معرفياً وتحريرياً مع ما كُلّف الكاتب بكتابته، تمرّ بأربع مراحل تحريريّة. مرحلتان لتقوية هيكلها وبنائها الصحفي وزاوية الطرح والمعالجة وتدقيق المعلومات. وهاتان المرحلتان تأخذان وقتاً وجهداً من الكاتب أولاً لانخراطه في معالجة التعديلات والتعليقات التي تصله، ومن المحرّر البنيوي ثانياً إذ يعتني بتوافق المطولة مع المعايير المتّبعة، ثمّ بعدها المراجع البنيوي الذي هو آلية مراجعة ثانية لتلافي أيّ أخطاء أو مشكلات مع كثرة التحرير والتعديل في المرحلة الأولى.

بعد مرحلتَي التحرير البنيوي تمرّ المطولة في مرحلتي تحريرٍ بيانيّ مكثّف. ودور التحرير البيانيّ ليس التدقيق اللغوي المعتاد، وإنّما التأكد من إجادة اللغة وسلامتها لتستوي المطولة الفِراتسيّة نصاً عربياً فصيحاً. ويركز التحرير البياني على جودة النص اللغوية وحسن سبك العبارة وفصاحتها مع سهولة تقرّبها للقارئ غير المتخصص. فيحرص المحرر البياني على خلوّ النص من ثلاث مشكلات رأت المجلّة أنها من أسباب ضعف المقالات العربية لغوياً. أولاً، العجمة في الألفاظ التي فشت في الكتابات العربية جراء الترجمة وغيرها. ثانياً، المصطلحات الأكاديمية التخصّصية التي قد تحتاج إلى شرحٍ وبسط. ثالثاً، الأساليب الصحفية التي توارثها أجيال من الكتاب الصحفيين العرب فصارت عرفاً مع مخالفة كثيرٍ منها فصيح كلام العرب وسننهم في القول والتدوين.

وهكذا تستويّ المطولة الفِراتسية لتذهب بعدها إلى المرحلة النهائية برفعها لإدارة التحرير، لإقرار نشرها أو لطلب تعديل أو تطوير إذا استدعى الأمر.

يتضح من هذه العملية الدور المهم الذي نوليه للمحرر البنيوي محاوراً ومحاججاً الكاتبَ في كل أطوار المطولة. هذا الدور وتلك الآليّة تطيل زمنياً عملية التحرير والتطوير والتنقيح لتصل إلى بضعة أسابيع. تصلنا الرسائل والتفاعل، فتعطينا تأكيداً على صواب ما بدأناه. فمنذ سنة ونحن لم نتوقّف عن الإنتاج والنشر، وهذا دليل أنّ طريقة الفراتس المتأنّية، وإن كانت مركبة أو غير معتادة، إلا أنّها مستساغة ويمكن البناء عليها.

جاءت مجلة الفراتس لتتشارك مع الكتّاب والكاتبات في بناءِ عمليّة تحريرية جديدة يسهمون فيها. نؤمن بالطريقة التي رسمناها في العمل، وفي إعادة دور "المحرر" و"المراجع البنيوي" و"المحرر البياني"، ونؤمن أنّ هذه المدرسة ستستمرّ وتتوسّع يوماً ما. إذ نرنو أن تكون طريقتنا مدرسةً في الكتابة الصحفيّة العربية.

تسعى المؤسسات الإعلامية عادةً للتنافس الصحفي وفق معايير متصلة بعدد القراءات وطريقة الانتشار. حرصت الفراتس على تبنّي معادلة للنجاح تركّز على تقديم ما هو فريد ومؤثّر، وعلى اكتشاف المواهب العربية واستنطاق ما لديها من إبداع، أكثر من تركيزها على سرعة الانتشار. فعدد القراءات ليس الهدف في حدّ ذاته، وإنما هو مؤشّر يُبنى عليه في التحليل ورسم المسارات العمليّة.

يمكن تلخيص النقاط التي تميّز مجلة الفراتس عن غيرها في أربع نقاط. أولها الرؤية الواضحة التي تريد أن تربط العالم العربي بالإنسانية. وهي رؤية تمايزها تحريرياً عن غيرها من المجلّات والصحف، أنها لا تريد تكرار ما هو موجود في السوق الإعلامي العربي.

ثانياً: تنعكس هذه الرؤية في العمليّة التحريرية والعمل على كلّ مطولة أنها "أطروحة". نسعى في كلّ مطولة أن تظهر معطيات "الأطروحة" ونتائجها، والتي يمكن مجادلتها وحجاجها ومعارضتها على صفحات المجلّة وفق أسس وبِنيَة علميّة متماسكة ومتينة. بالإضافة لمعايير لغة الكتابة وقدرة الفريق البياني على "نزع عجمتها" و"نزع أكدمتها" وتدعيمها بصياغات بلاغية مفقودة كثيراً في بيئتنا الصحفية العربية.

ثالثاً: يجمع هيكل مجلة الفراتس في داخله العديد من الزميلات والزملاء ذوي الآراء والخلفيات العملية والعلمية المختلفة، بل والمتناقضة أحياناً. وجدنا في هذا التنوّع نقطة قوّة. فالقرار التحريري قرار جماعي. لا يتفرّد شخصٌ واحد بالموافقة على هذا المقال أو ذاك، بل يُوافق عليه بإجماع ثلثَي "هيئة تحرير المجلّة". وهي هيئة مكوّنة من رئيس التحرير ومدير التحرير وأربعة زملاء آخرين، اثنين دائمي العضوية والآخرين يتغيّران. فيتاح لكلّ فرد من أفراد الفريق أن يساهم في تكوين القرار التحريري واتخاذه في المجلّة.

رابعاً: ثروة الفراتس في كتّابها وقرّائها. فكما كانت صفحات المجلّة مفتوحة للأقلام المميزة والشهيرة في مختلف المجالات، فتحت في الوقت نفسه صفحاتها للمواهب والأقلام الجديدة. فعددٌ لا بأس به من كتابنا ممّن ينشرون مقالاتهم للمرة الأولى. لقد بنينا نظاماً وطريقةً للكتابة يسعدنا أن نتشارك فيهما مع أيّ كاتب، أياً كانت خلفيته وشهرته. فكلّ مطولة هي محادثة حيّة وتثاقف عميق بين المجلّة وفريقها وبين الكاتب. والبطل في النهاية هو الوعي والمعرفة الأصيلة. ولنا أمثلة عديدة من كتّاب وكاتبات كانت الفراتس مساهمتهم الأولى، ومعهم عملنا خطوة بخطوة لما رأينا فيهم من طموح وبذور قدرات حقها أن تُمنح مساحة. وكان الناتج في أحايين كثيرة مقالات حازت قراءات جمة واهتماماً جدياً.

أمّا قارئنا فهو قارئ يميّزنا، إذ تستهدف المجلّة جمهور المنطقة العربية بهمومه واهتماماته باختلاف لهجاته وثقافته المحلّية، ويظهر هذا في شكل الفريق وتنوعه. فالجهد مبذول للوصول للجهات والمناطق التي لا تأخذ عادةً نصيبها من التركيز والنقاش. قارئ الفراتس قد ينفق ساعةً ليقرأ مطولة قد تصل بعضها ثمانية آلاف كلمة، وهو ما يعني أنّ قراءنا شركاء نجاحنا في مجلة الفراتس.


مع بداية عامها الثاني، تتحول الفراتس من مجلة إلى معهد ذي أربعة مشاريع رئيسة. أول مشاريع المعهد تقديم البحوث والتحليلات عن السياسات المحلية داخل الدول العربية. يطمح معهد الفراتس للمساهمة في بناء منطقةٍ عربيةٍ يعمّها الازدهار والحكم الرشيد، مرتبطة بما حولها من مناطق العالم، ويتحمل أفرادها ومجتمعاتها أمانتهم ومسؤوليتهم إزاء منطقتهم والعالم أجمع. ويسعى المعهد إلى بناء سياسات حكم رشيد تسهم في تزكية أفراد المنطقة العربية ومجتمعاتها حتى يتحملوا أمانة النهوض نحو مستقبلٍ سالمٍ وعامرٍ لبلدانهم والعالم.

المشروع الثاني هو مركز الفراتس للدراسات الاجتماعية، وهو مؤسسة أكاديمية تعليمية غير ربحية تهدف إلى تعزيز التحصيل العلمي والإنتاج المعرفي والأكاديميّ للطلاب والبَاحثين. يسعى مركز الفراتس إلى تأهيل الكوادر من الشباب والشابّات العرب الفاعلين والقادرين على بناء بلدانهم وإفادتها.

سيَنشَط المركز بمرحلته الأولى في سوريا، ويعمل بالتوازي مع الجامعات السوريّة مقدّماً الدعم اللازم لطلبتها من أجل تنمية قدراتهم ومهاراتهم الأكاديمية والبحثية ثم يتطلّع إلى توسيع التجربة في البلاد العربية. يستهدف المركز فئاتٍ متنوعةً تشمل طلاب الجامعات والأكاديميين والباحثين المستقلين والناشطين المدنيين وصناع القرار المحليين. يولي المركز أربعة حقول علمية اهتماماً مباشراً، وهي علم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الحضرية والاقتصاد. مع التركيز على تقاطع هذه التخصصات فيما بينها، كعلم الاجتماع الحضري والعنف السياسي والدراسات الأمنية والاقتصاد السياسي.

ثالث المشاريع في هذه المنظومة، أكاديمية الفراتس للتدريب والتطوير. وهي منصّةٌ تهدف إلى إنتاج جيلٍ جديدٍ من الكفاءات العربية المبدعة بتقديم برامجَ تدريبيةٍ متخصصةٍ وعملية لتطوير مهارات المشاركين والمشاركات في مختلف المجالات الإبداعية والإعلامية.

انطلقت الأكاديمية بأول مشاريعها "معمل القصص"، وهو مشروعٌ طموح يهدف إلى تحويل البحث الأكاديمي إلى نصوصٍ دراميّة، ما يعزز العلاقة بين المعرفة والإبداع الفنّي. وسيوفر المشروع للكتاب والباحثين الأدوات اللازمة لصياغة أعمالٍ تستند إلى رؤية فكرية متماسكة، تلبيةً لحاجة السوق العربية لمحتوى درامي أعمق. بالتوازي فقد بدأت الأكاديمية تقديم تدريباتٍ في المجال الإعلاميّ في سوريا.

أما رابع المشاريع وأوّلها في آن، فهي مجلة الفراتس وتوسيع دورها لتصبح منظومةً إعلاميّة متعددة الوسائط. والبداية بأوّل برامج البودكاست، الذي سيناقش قضايا فكرية وثقافية وعالميّة محاولاً استنطاق التجارب والتواصل بين الحضارات البشرية المختلفة. وكذلك التواصل بين شعوب المنطقة، وكذا يناقش قدر ما يستطيع ما اندثرَ من أفكارٍ وسردياتٍ قد يكون من المفيد استنطاقها ونقاشها الآن. ولأنّ الوسيلة الإعلامية الرقميّة صارت من الأسرع انتشاراً والأكثر وصولاً، نسعى لإصدار عدد من الوثائقيّات والمقاطع المصورة الشارحة.


بهذه المشاريع الأربعة تتكامل منظومة الفراتس. بدايةً من المعهد الذي ينتج أبحاثاً في السياسات، إلى مجلّة تقارب البحث الرصين والمعرفة المتخصصة بأدواتٍ صحفيّة، إلى مركزٍ لتدريس العلوم الاجتماعية، وأكاديميّة تحاول أن تساهم في إنشاء جيلٍ جديدٍ من المبدعين والإعلاميين. بالإضافة إلى منظومة وسائط متعددة داخل مجلة الفراتس يمكنها صياغة كلّ المنتجات والمُخرجات من منظومة الفراتس وإيصالها إلى جمهورٍ أشمل، جمهورٍ مُخلِص ومشارك في المنظومة بالمتابعة والنقد والتطوير.

معهد الفراتس ليس هذه المشاريع الأربعة وحسب، بل هو حالةٌ ثقافيّة ومكانٌ للتفكير والنقاش والحِجاج وإعادة طرح الأسئلة وتحدّي الأجوبة السائدة. في عامه الأول، يكتشف المشروع نفسه، كما يكتشف دورنا ودور كتّابنا وقرّائنا في هذه الحالة الثقافيّة التي نخلقها. وها نحن نواصل السّير، نحو عامٍ ثانٍ نحاول فيه أن نكون أعمق في الطّرح وأوسع في المدى وفي المشاريع.

اشترك في نشرتنا البريدية