تبدو هذه الملاحظات ثاقبة اليوم، خاصةً عندما نرى كيف تستخدم الجهات الفاعلة المعلومات سلاحاً للتأثير على السلوك السياسي والاقتصادي والاجتماعي. في زمننا الحالي، تشتعل مناطق مختلفة من العالم بالحروب والنزاعات، فنجد الحرب في سوريا والتي تُوصَف بأنها الحرب الحديثة "الأكثر توثيقاً"، والحرب في أوكرانيا التي تُسمى "حرب تيك توك الأولى"، بينما نجد الحرب الإسرائيلية في غزة أقل اشتعالاً، في تجسيد لمختلف أشكال "التأثير" في سياقٍ واحد.
تسليح المعلومات لاجتذاب النفوذ ليس ظاهرة جديدة، بل هو مخطط طويل الأمد استخدمته القوى على مر العصور. وقد أصبحت إسرائيل اليوم من بين أبرز اللاعبين في هذا المجال، فطوّرت استراتيجيات حديثة لإدارة الإدراك وتوجيه الرأي العام عبر وسائل الإعلام الرقمية والشبكات الاجتماعية. فليس الهدف تحقيق انتصارات عسكرية فقط، بل التأثير على العقول وتشكيل التصورات لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية دون اللجوء إلى القوة المباشرة.
تستند مبادئ حرب النفوذ إلى حكمةٍ قديمة يُنسب أصلها إلى الجنرال الصيني والمنظّر العسكري صن تزو، الذي أعيدت صياغة مقولته: "ليس أعلى المهارات أن تحقّق مئة انتصار في مئة معركة. إن إخضاع العدو دون قتال هو أعلى المهارات". فهم المغول هذه المقولة جيداً، فعندما غزوا مناطق واسعة من العالم القديم في القرن الثالث عشر نشروا عمداً أخبار الفظائع التي ارتكبوها في المدن التي لم تستسلم، لإخضاع العدو قبل إشهار السيف. وفي هذا الصدد، يشير المؤرخ البريطاني مارك جالوتي أن الخوف عاطفة قوية تتفوق على غيرها، واستخدمها المغول لإرغام المدن على الاستسلام وتجنب الإنفاق على الحروب المباشرة. وبعد ثمانية قرون، استعارت إسرائيل هذا المنهج فألقت مسيّراتها في الضفة الغربية منشورات ورقية تحمل رسائل تحذّر السكان: "نحن في وقت حرب، أنا بنصحكم أن تديروا بالكم على حالكم وعلى أولادكم. كل واحد بفكر يعمل شيء نحن بنوصله، وإذا لزم الأمر نقتله".
شهد القرن السابق جهود تسليح المعلومات لأغراض استراتيجية، ففي الحرب الأهلية الصينية (1945-1949) استخدم الجيشان الشيوعي والقومي (الكومينتانغ) المعلومات الكاذبة لزرع الفتنة في المناطق التي يسيطر عليها العدو. فانتشرت شائعات الانشقاقات وتزوير خطط الهجوم لتضليل الخصوم وإثارة الاضطرابات. وبعد انتقال الحكومة القومية إلى تايوان سنة 1949، استمرت هذه الجهود فأغرق كل طرف أراضي خصمه بالدعاية والمعلومات المضللة، سعياً للتأثير على الرأي العام ومعنويات القوات.
كانت أشكال مختلفة من "حرب التأثير" جزءاً رئيسياً من الحربين العالميتين. على سبيل المثال، في الحرب العالمية الأولى، أنشأ الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون "لجنة المعلومات العامة" لتسهيل الاتصالات، فصارتْ منظمةَ دعاية عالمية لصالح الولايات المتحدة. وفي الحرب العالمية الثانية، استخدمتْ الأطرافُ المتحاربةُ الدعايةَ والتضليلَ والوثائقَ المزورةَ للتأثير على الرأي العام وتوجيه مسار الحرب. لم يكن تزوير الوثائق حكراً على فترة معينة، فقد استمرت هذه العمليات حتى الحرب الباردة. ففي عشرينيات القرن العشرين، زوّرت الشرطة السرية في تشيكوسلوفاكيا وثائق معقدة لإغراء مناهضي البلاشفة من الشيوعيين الروس للخروج من مخابئهم، ما أدى إلى القبض على العديد منهم وقتلهم.
أثناء الحرب الباردة، انتشرت وثائق حكومية أمريكية بدت أصلية ولكنها كانت مزيفة، وكانت إما نُسخاً معدَّلة أو مشوّهة من وثائق حقيقية حصل عليها السوفييت من عمليات تجسس، وإما وثائق مفبركة بالكامل. حاول السوفييتُ بهذه العملياتِ الإعلاميةِ التأثيرَ على جماهير مختلفة. قد تكون تلك الدروس من التاريخ بنجاحاتها وإخفاقاتها مفيدة لحملات "حرب التأثير" اليوم.
يبدو أن الإسرائيليين قرأوا هذه الدروس بتمعن وطبّقوها في هذه الحرب بحملة منسقة قادها جهاز "الهاسبارا"، الذي نشر وضخّم ادعاءاتٍ عن توظيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عناصرَ من حماس، وهي ادعاءات نفتها الوكالة بشدة، ونفاها أيضاً "تقرير كولونا" الصادر عن الأمم المتحدة. أثّرت هذه الحملة مباشرة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين، إذ أوقفت أكبر الدول المانحة تمويلاتها بسبب الادعاء. ومع تراجع بعض الممولين عن قرارهم فيما بعد، جدّدت إسرائيل حملتها بشراء إعلانات على محرك البحث غوغل، تروّج لموقع حكومي إسرائيلي يربط الأونروا بحماس، ويظهر عند البحث عن اسم الوكالة أو مصطلحات ذات صلة، وهو ماكشفته مجلة وايرد الأمريكية.
يشير مصطلح "حرب المعلومات" في العقيدة العسكرية إلى الهجمات على الشبكات الحاسوبية، مثل اختراق قواعد البيانات لمراقبتها أو سرقة المعلومات أو تعطيل القدرات التقنية للهدف أو إضعاف استعداده العسكري. غير أن "حرب المعلومات" تمتد لتشمل عمليات أخرى تهدف إلى إرسال رسائل، مثل كشف نقاط ضعف الخصوم أو استعراض قدرات المهاجم، لتؤثر على تصورات الشعوب الأخرى.
الهجماتُ الإلكترونيةُ تهديداتٌ أمنيةٌ مركّبةٌ لأنها يمكن تؤثر على أبعاد مختلفة لرفاهية الدولة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والتقنية وأمن المعلومات، إلى جانب العلاقات مع الدول الأخرى. ولهذا، فالهجمات الرقمية اليوم جزءٌ من "حرب التأثير"، التي تهدف إلى إضعاف التماسك المجتمعي وتقويض الثقة في الأنظمة السياسية وإرباك التحالفات الدولية.
تستخدم هجمات التأثير الرقمي مخططات مختلفة، من الخداع والاستفزاز إلى التلاعب بالرأي العام في منصات التواصل الاجتماعي. بوسائل الإنترنت، يمكن للمهاجمين التواصل مباشرة مع مواطني دولة مستهدفة وتجاوز جهود حكومتها لمنع وصول المعلومات المضللة إليهم. هذه الهجمات تعتمد على نقاط الضعف البشرية أكثر من الهجمات التقنية التقليدية، وتستغل المشاعر مثل الخوف وعدم اليقين والتحيزات المعرفية.
توصف هذه الهجمات بمجموعة متنوعة من المصطلحات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الإرباك بدلاً من التوضيح. استخدم الدبلوماسي الأمريكي جورج كينان مصطلح "الحرب السياسية" سنة 1948 ليصف "استخدام جميع الوسائل تحت قيادة الأمة، باستثناء الحرب، لتحقيق أهدافها الوطنية". يصف الباحث بول أ. سميث الحرب السياسية بأنها "استخدام الوسائل السياسية لإجبار الخصم على تنفيذ إرادة خصمه. ويتمثل جانبها الرئيسي في استخدام الكلمات والصور والأفكار، والمعروفة بالدعاية والحرب النفسية". ويلاحظ كارنز لورد "ميلاً إلى استخدام مصطلحي الحرب النفسية والحرب السياسية بالتبادل" جنباً إلى جنب مع "مجموعة متنوعة من المصطلحات المتشابهة، مثل الحرب الإيديولوجية، وحرب الأفكار، والاتصال السياسي".
اعتمدت وزارة الدفاع الأمريكية مصطلح "عمليات دعم المعلومات العسكرية" لوصف الجهود الرامية إلى "نقل المعلومات والمؤشرات المختارة إلى الجماهير الأجنبية للتأثير على عواطفهم ودوافعهم ومنطقهم، وفي النهاية سلوك الحكومات والمنظمات والمجموعات والأفراد الأجانب بطريقة مواتية لأهداف المُنشئ".
يُوضح الباحثان دييغو أ. مارتن وجاكوب ن. شابيرو في تقرير بحثي صدر سنة 2019 عن جامعة برنستون كيف "تستخدم الجهات الفاعلة الأجنبية الإنترنت عموماً ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً للتأثير على السياسة في مجموعة من البلدان من خلال الترويج للدعاية، والدعوة إلى وجهات نظر مثيرة للجدل، ونشر المعلومات المضللة". يُعرّف الباحثون جهود التأثير الأجنبي على أنها "حملات منسقة من قبل دولة واحدة للتأثير على جانبٍ أو أكثر من جوانب السياسة في دولة أخرى، عبر وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وإنتاج محتوى مصمم ليبدو أصليًا للدولة المستهدفة". يمكن أن يكون هدف مثل هذه الحملات واسع النطاق، ويشمل التأثير على القرارات السياسية على مستويات مختلفة، وقلب التوجهات السياسية في مواضيع متنوعة وتشجيع الاستقطاب.
يتجلى ذلك في مثال الإعلان الذي ظهر على تطبيق "تيندر" في لبنان، والذي وجّه رسالة تهديد مباشرة: "لا تحملوا السلاح ضد الولايات المتحدة أو شركائها. ستحمي أمريكا شركاءها في مواجهة التهديدات من النظام الإيراني ووكلائه"، محذّراً من أن الولايات المتحدة مستعدة لنشر طائراتها المقاتلة من طراز إف-16 وإيه-10 لحماية حلفائها.
سواءً سمّيَ ذلك "حرب التأثير" أو أي مصطلح آخر، نجد أنفسنا أمام أمثلة واضحة على الهجمات والمهاجمين والأهداف والمدافعين والاستراتيجيات التي تُستخدم. تعني "حرب التأثير" الأنشطة التي لا تُركّز فقط على المعلومات، بل على الغايات والأهداف التي تسعى تلك المعلومات لتحقيقها. تنظر هذه الحرب إلى نشر الدعاية والمعلومات المضللة وما يشابهها على أنها أدوات تشكيل التصورات والتأثير على سلوكيات محددة، سواء كان الهدف أفراداً أو جماعات بأكملها.
في الوقت نفسه، تتجاوز استراتيجيات ومخططات "حرب التأثير" مجرد التلاعب بالمعلومات، لتشمل إشارات تُحرّض على سلوكيات معينة، كما رأينا في استخدام المسيّرات ورسائلها الصوتية في غزة والضفة الغربية. يمكن أن تشمل أهداف حملات التأثير تلك استفزاز الهدف لدفعه للاستجابة عاطفياً بدلاً من استخدام التفكير العقلاني. ويتجلى هذا التوجه في حملة استخدمتها وكالة "الموساد"، على حساب فيسبوك موثّق، كان شعار الحملة "نحن هنا للاستماع" واستهدفت المستخدمين في لبنان داعيةً إياهم للانضمام إلى الوكالة وتقديم المعلومات مقابل مكافآتٍ مغرية.
تغيّرت البيئة التشغيلية لحروب التأثير كثيراً في العقدين الماضيين. وساهم صعود شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تعتمد على زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدمون فيها، في خلق احتمالات وفرص جديدة. هدف المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي جذبُ انتباه المستخدمين ودفعهم للمشاركة بغض النظر عن كون المحتوى صحيحاً أم مضللاً. ورغم سهولة الاتصال الرقمي، يظهر للمستخدمين الأفكار المتوافقة مع آرائهم فقط ما يعزّز شعورهم بأنها الحقيقة المطلقة ويعزلهم عن تقبّل الأفكار المخالفة.
هذه الحملات أكثر من مجرد دعاية أو أخبار كاذبة أو حتى تلاعب بالإدراك. بل هي معركة معقّدة التكاليف، تدور حول ما يعتقد الناس أنه "الواقع" والقرارات التي يتخذها الأفراد بناءً على هذه المعتقدات. يربح في هذه الحرب المهاجمون الذين ينجحون في إقناع عشرات الآلاف من الضحايا باتخاذ قرارات تخدم مصالح المهاجمين مباشرة.
وجدت إسرائيل في المجتمع اللبناني بيئة مثالية لتطبيق هذا النهج، حيث يعاني المجتمع من انقسامات واستقطابات عميقة كانت موجودة حتى قبل اندلاع الحرب. وفي ظل الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، تجمّعت كل عناصر الفوضى التي يمكن أن يستغلها المهاجمون. ففي 29 مايو الماضي، كشفت شركة ميتا عن إغلاق شبكة إسرائيلية تديرها شركة استخبارات تجارية مقرها تل أبيب، وتُعرف باسم "ستويك". تتكون الشبكة من خمسمئة وعشرة حسابات على فيسبوك، واثنين وثلاثين حساباً على إنستغرام، وإحدى عشرة صفحة ومجموعة واحدة. تستخدم هذه الشبكة المخطط المعروف بشراء المتابعين الوهميين من شركاتٍ ومزارع محتوى في فيتنام، وتهدف إلى التلاعب بالنقاشات العامة في لبنان عن الحرب الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان. وقد كانت وراء حملة "لبنان_لا_يريد_الحرب" التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع اللبناني، حيث انقسم الناس إلى مؤيد ومعارض ومستهزئ.
يهدف المهاجمون في مثل هذه الحملات إلى تحقيق غايات محددة، كما أوضحت مؤسسة راند البحثية. يتمثل الهدف الرئيسي في جعل الهدف المستهدف يتصرف بطريقة مواتية للمهاجم. قد يسعى المهاجم إلى تعطيل تدفق المعلومات بين المصادر والمتلقين داخل بيئة الهدف. يمكن أن تشمل هذه العمليات مقاطعة الاتصالات بين الحكومة ومواطنيها، كما في الحملات التي استهدفت لبنان. وقد يسعى المهاجم إلى إغراق قنوات الاتصال بالمعلومات الزائفة أو المضللة، مما يهدف إلى تقويض المصداقية والموثوقية بين أعضاء المجتمع.
تنظمُ حملات التأثير الرقمي أسراباً من الحسابات الآلية "البوتات"، جنباً إلى جنب مع الحسابات الحقيقية، للتنسيق وتضخيم رواية معينة أو مهاجمة هدف محدد. كشف بحث أعدته شركة "إنفلوانسرز" اللبنانية بالتعاون مع الجزيرة الإنجليزية عن أن نسبة كبيرة من الحسابات التي تضخم الرواية الإسرائيلية للأحداث هي في الواقع آليات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تعمل على تعزيز هذه الرواية باتساق.
يعتمد نجاح هذه الحملات على الأهداف التي يحددها المهاجمون، بما في ذلك كيف ينظر الأفراد في المجتمع المستهدف إلى واقعهم أو إلى مكانهم في هذا العالم. يستهدف المهاجمون تصوراتِ الناس عن ما يعتقدون أنهم يعرفونه وما يشكّكون فيه وما هي الافتراضات التي عندهم. إضافةً إلى ذلك، يركّز المهاجمون على الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي قد تثير ردود فعل عاطفية قوية. تاريخياً، كان من السهل نسبياً تحديد هذه المعلومات في المجتمعات الديمقراطية الليبرالية المفتوحة، بينما في المجتمعات الأكثر انغلاقاً، يحتاج المهاجمون إلى بذل جهد إضافي لفهم كيفية مقارنة تصورات الجمهور المستهدف بالخطاب العام الذي تروج له وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية.
هذه الاستراتيجيات فعالة جداً مع الأشخاص الذين لديهم شكوك أو حالة من عدم اليقين عن ما هو صحيح أو غير صحيح، لكنهم على استعداد لنشر المعلومات دون التحقق من دقتها. غالباً تستهدف هذه الحملات المجموعات التي لديها تحيزات مسبقة أو مواقف متباينة، مما يجعل مخططات "إثارة الغضب" أكثر فعالية. وكما قال صن تزو: "استخدم الغضب لإرباكهم". بالاستهداف المناسب وتنسيق الرسالة بفعالية، يحفز المؤثرُ الجمهورَ على الاستجابة بطرق معينة، كما حدث في حملة "#لبنان_لا_يريد_الحرب".
يأتي النوع الآخر من حرب التأثير باستهداف الأهداف مباشرة، سواء بالتشويه أو التهديد. ظهر هذا في حملتي الإعلانات على تطبيق "تيندر" في لبنان، وفي الإعلانات التي شوهت سمعة الأونروا في محرك البحث غوغل. تسعى هذه الحملات إلى مهاجمة الهدف صراحةً ودفعه لاتخاذ ردود فعل معينة.
لم تختلف الاستراتيجيات والأدوات الأساسية لحرب التأثير على مر العصور، لكنها تطورت لتشمل بعداً رقمياً جديداً وقوياً. بتوظيف كميات هائلة من بيانات مستخدمي الإنترنت، بما في ذلك ملفات تعريف الارتباط وأنماط السلوك عبر الإنترنت، أصبحت حملات التأثير الرقمي وسيلة فعالة جداً للتلاعب بالآراء وتوجيه السلوكيات. تُظهر هذه الأدوات أن الجهات الفاعلة الأجنبية والمحلية ستواصل استخدام المزيد من استراتيجيات ومخططات حرب التأثير الرقمي للتلاعب بإدراكاتنا بطرق قد تؤثر علينا دون أن نعي ذلك.
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) سنة 2018، يكمن الخطر المستقبلي في أننا قد نواجه "سباق تسلح ضد المعلومات المضللة"، محلياً ودولياً، من الأخبار المزيفة والمعلومات المشوهة التي تلوث بيئة المعلومات للجميع.
توضّح الحملة الإسرائيلية أن حرب التأثير لم تعد بحاجة إلى عمليات معقدة على الأرض. إذ يُظهر حادث مثل احتجاز المواطن اللبناني طلال عامر، الذي أوقفته مسيّرة في سيارته وعملت مسحاً ضوئياً له وللسيارة، كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تستخدم لزرع الرعب وإيصال الرسائل. مع استمرار تطور هذه الأدوات، قد لا يحتاج المهاجمون مستقبلاً لأكثر من ضغطة زر لشن حملات تأثير رقمية واسعة النطاق تستهدف مجتمعات بأكملها وتؤثر على قراراتها وسلوكياتها.