وبينما يُنشَرُ هذا المقالُ ستكونُ إيمان، ابنةُ الخامسة والعشرين، قيدَ الاستعدادِ لنزالِ الدَورِ النهائيِّ في مسابقةِ الملاكمةِ لوزنِ ما دون 66 كيلوغرامٍ بمواجهةِ الصينيةِ يانغ ليو للحصولِ على أوّلِ ميداليةٍ أولمبيةٍ لها على الإطلاقِ. وكانت إيمان قد هَزمَت الملاكِمةَ المجريةَ آنا لوكا هاموري في الدورِ رُبعِ النهائيِّ، ثمّ التايلنديةَ سوانابينغ في نصفِ النهائيِّ.
لكنّ فوزَها على الإيطاليةِ أنجيلا كاريني في ثُمنِ النهائيِّ في وقتٍ سابقٍ من الأسبوعِ رماها وسطَ دوّامةِ جدلٍ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِ، أساسُه مزاعمُ كاذبةٌ بأنها عابرةٌ جنسياً من الذكورة إلى الأنوثة. رَدّدَت هذه المزاعمَ شخصياتٌ بارزةٌ مثل الرئيسِ الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومالكِ منصّةِ إكس (تويتر سابقاً) إيلون ماسك، ومؤلِّفةِ سلسلةِ "هاري بوتر" جي كي رولينغ، ومذيعِ البودكاست الشهير جو روغان، بالإضافة إلى جحافلَ من المتنمِّرين العنصريين والمناهِضين للعابرين جنسياً على وسائل التواصل الاجتماعي. وَجدَتْ إيمان خليف نفسَها بدونِ قصدٍ في بؤرةِ حروبِ الثقافةِ الغربيةِ، حتى وُصِفَت انتصاراتُها على كاريني وهاموري بعباراتٍ تُحيل إلى العنف المنزلي والتهجُّم الجسدي، مع أنها أنثى جسداً ونفساً.
لكن في موطنِها الجزائر، نجحَ الجدلُ الدائرُ حول هويةِ إيمان الجنسانيةِ في حشدِ دولةٍ طالما قاومَت التصنيفاتِ السهلةَ، بسببِ تعدّديّتِها العرقيةِ وتنوع جغرافيتِها متراميةِ الأطرافِ. فهي عربيةٌ وأمازيغيةٌ، متوسطيةٌ وإفريقيةٌ، فيها الصحراءُ الغربيةُ والمناطقُ الحرجيةُ على سفوحِ جبالِ الأطلسِ. أثارت الهجماتُ ضد إيمان موجةً لا مثيلَ لها من التضامنِ، إذ شاركَت الاتحاداتُ الرياضيةُ والقنواتُ الحكوميةُ والخاصةُ الجديدةُ، وحتى الرئيسُ الجزائريُ، في التعبير عن دعمِ الملاكِمةِ الجزائريةِ. وكتبَ الرئيسُ عبد المجيد تبون في تغريدةٍ: "مبروك تأهل إيمان خليف. لقد شرفتم الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية. سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك. بالتوفيق في الدورين القادمين، وإلى الأمام إيمان خليف. تحيا الجزائر''.
تحدّثَت إيمان عن التحدياتِ التي واجهَتها خلالَ نشوئِها في ريفِ تيارت في مقابلاتٍ لها مع وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ: "كان الأمرُ صعباً للغايةِ. خاصّةً عندما تعيشُ في قريةٍ زراعيةٍ نائيةٍ، بعيدةٍ عن وسطِ المدينةِ، وتعيشُ مع أشخاصٍ لا يَرضَوْن هذا الوضعَ ولا يَقبلونه، خاصّةً في بلدنا، ألا وهو الفتاةُ الملاكِمةُ". ومن المفارقات أن والدَ إيمان نفسَه كان ضدّ ممارَسةِ ابنتِه الرياضةَ، والملاكَمةَ على وجهِ التحديد. إن الدعم الجماهيري الحالي لإيمان، ليس منحصراً في تيارت، بل ينتشر في مختلف الأوساط الثقافية والجغرافية والدينية والعرقية في الجزائر.
في مقابلةٍ مع قناة "النهار"، وهي قناةٌ تلفزيونيةٌ جزائريةٌ كُبرى، اصطحَب والدُ إيمان خليف الكاميراتِ في جولةٍ بكنفِ المنزل المتواضع في تيارت حيث نشأَت ابنتُه، واصفاً الجدلَ برُمّتِه بأنه "حملةٌ غيرُ أخلاقيةٍ"، مما يُجلِّي ردودَ الفعلِ الجزائريةِ الأوسعَ التي تحملُ القدرَ نفسَه من الرعبِ، أي مِن وصفِ امرأةٍ جزائريةٍ بأنها "متحوّلةٌ جنسانياً" من ناحيةٍ، وجعلِها ظُلماً عُرضةً للحرمانِ من الفوزِ الأولمبيِّ من ناحيةٍ أُخرى. "ابنتي امرأةٌ، ولدينا كلُّ الأدلّةِ، بما في ذلك شهادةُ ميلادِها. ابنتي كانت أقوى من الملاكِمةِ الإيطاليةِ. وهي تَبذلُ كلَّ جهدٍ".
عبَّرت تصريحاتُ والدِ إيمان خليف عن ميلٍ أوسعَ نحو تفسيرِ الجدلِ بصفتِه مؤامرةً ذاتَ جذورٍ سياسيةٍ: "إنها تحبُّ شعبَها وتحبُّ بلدَها. فحُبُّ وطنِها أمرٌ عظيمٌ في نظرِها. إنهم يهاجِمون البلدَ لأنهم يعرفون أنها تمثّلُ العَلَمَ الجزائري. لقد نشأَت إيمان على أقلَّ منهم، في أسرةٍ فقيرةٍ. ربما لم يكن لديها ما يملكُه هؤلاء الناس، لكنها أفضلُ منهم". تحدّثَ المذيعُ مع عددٍ من الرجال من جيرانِ إيمان ومعارفِها، وعبَّروا عن فخرِهم العميقِ بها ودعمِهم التامِّ لها، وتذكّروا كيف كانت تحبُّ الرياضةَ منذ الصغر وتلعبُ في الخارج مع الأولاد.
أصبحَت وسائلُ التواصل الاجتماعي والمقاهي في جميع أنحاء البلاد تضجُّ فجأةً بقضيةِ إيمان، متّخذةً نبرةً تآمريةً في كثيرٍ من الأحيان، فإمّا فرنسا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل تقفُ بطريقةٍ أو بأُخرى وراءَ الهجماتِ على إيمان.
مع ذلك، فإن جذور الخلاف قد تمتدّ خارج الجزائر؛ إلى شرق آسيا. فقد استَهدفَت المضايَقاتُ كُلّاً من إيمان وزميلتِها الملاكِمةِ التايوانيةِ لين يو تينغ بسبب مزاعمَ بأنهما "متحوّلتان جنسانياً". صدرَت تلك المزاعمُ من اختباراتٍ أجراها الاتحادُ العالميُّ للملاكَمةِ، والتي وصفَتها اللجنةُ الأولمبيةُ الدوليةُ بأنها "معيبةٌ بشكلٍ لا يوصَف". ويجدرُ بالذكرِ أنّ الاتحاد الدولي للملاكمة قد جُرِّدَ من عضويتِه في اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2019 على خلفيةِ شبهاتٍ ماليةٍ وإداريةٍ. وكان الاتحادُ قد استَبعَد إيمان ولين من منافساتِه عام 2023 بعد أن زعمَ أن كِلتا الملاكمتَين فشلتا "في استيفاء معايير الأهلية للمشاركة في مسابقة السيدات". لَم تُعرَض اختباراتُ الأهليةِ ونتائجُها على الملأِ قَطّ، لكنّ رئيسَ الاتحادِ، الروسيَّ عمر كريمليف، أخبرَ وكالةَ إيتار تاس التابعةَ للحكومة الروسية عام 2023 أن اختبارَ الحمض النووي كشفَ أن لدى إيمان خليف صبغياتٍ جنسيةً متغايرةً (إكس واي)، وهو زوجُ الصبغياتِ (الكروموسومات) المحدِّدةِ لجنسِ الذكورِ مَولِداً. بينما تحملُ الإناثُ مَولِداً زوجَ صبغياتٍ متماثلةٍ (إكس إكس) في الأدبيّاتِ الأوّليةِ لعِلمِ الوراثةِ. وتغيّرَت تلك التصنيفاتُ كثيراً مع تطوّرِ علمِ الوراثةِ واكتشافِ توليفاتٍ أُخرى من هذين الصبغَيْن تحملُها أجسادُ بعضُ الناسِ عند مَوْلدِهم.
منذ ذلك الحينِ، كانت نتائجُ تلك الاختباراتِ ومصداقيةُ الاتحاد الدولي للملاكمة محلَّ شكٍّ، فقد بَدَت التصريحاتُ التي أدلى بها الاتحادُ في ذلك التوقيت جزءاً من نزاعٍ مديدٍ مع اللجنةِ الأولمبيةِ الدوليةِ. نشرَ كريمليف مقاطعَ فيديو على حسابه في تطبيق تيليغرام مرفَقاً بتعليقاتٍ بالإنجليزية في الحادي والثلاثين من يوليو، أي قبلَ يومٍ واحدٍ من موعدِ نزالِ إيمان مع الملاكِمة الإيطالية كاريني. أصدرَ الاتحاد الدولي للملاكمة بياناً في اليومِ نفسِه، يقول فيه "إن من المناسب في هذا الوقت الردُّ على التصريحات الإعلامية الأخيرة بخصوص هؤلاء الرياضيين".
بعضُ الادعاءاتِ المبكّرةِ المتعلقة بهويةِ خليف الجنسانية جاءت من موقعٍ يدعَى مجلّة ريدوكس، الذي يستمدّ مصادرَه إلى حدٍّ كبيرٍ من وسائلِ الإعلام التابعة للحكومة الروسية مثل وكالة إيتار تاس وروسيا اليوم. أعاد المقالُ المنشورُ على ريدوكس صياغةَ ادّعاءاتِ كريمليف في 2023 وأضافَ بأن الرياضيين يتأثر أداؤهم بقدرِ تطوّرِهم الجنسيِّ، وما يفرضُه من تغيّراتٍ جسديةٍ. ويشمل مصطلحُ "التطوّر الجنسي" طائفةً من الحالاتِ المختلفةِ، من بينها تغيّرُ نسبِ الهُرْمُوناتِ في الأجساد، وعلى رأسِها هُرْمُونا الإستروجين والتستوستيرون الموجودان في أجسادِ كلٍّ من الرجالِ والنساءِ، وتتحكّم نسبُ وجودِهما في كلِّ جسدٍ في تغيّرِ معالمِه ومقدارِ تطوّرِه العضليّ.
سجّلَت تغريدةُ ريدوكس الأولى 4.1 مليون مشاهدةً اعتباراً من الرابع من أغسطس 2024. واستشهدَت صحيفةُ ديلي ميل البريطانيةُ لاحقاً بالمقالِ الذي نشرَته ريدوكس، واصفةً الموقعَ بأنه "مجلةٌ نِسويةٌ". تكرَّرت تلك الادعاءاتُ في تغطياتٍ خاصةٍ أَجْرَتها صحفٌ بريطانيةٌ صفراءُ أُخرى، معروفةٌ بترويجها للشائعات والفضائح، مثل ديلي إكسبريس وديلي تلغراف. وفي التاسع والعشرين من يوليو، نشرَ الحسابُ اليمينيُّ والمناهِضُ للمتحوّلين جنسانياً، "ليبز أوف تيك توك"، منشوراً على منصة إكس حصدَ عشراتِ الملايين من المشاهَداتِ، عرضَ فيه صورةً لإيمان خليف مع تعليق "هذا الشخصُ قد بَرّحَ امرأةً ضرباً ولَكَمَ وجهَها على الهواءِ مباشرةً أمامَ ملايين المشاهدين".
أصبحَ موضوعُ الرياضيين والرياضيّات العابرين جنسانياً قضيةً رمزيةً للمحافِظين في الولايات المتحدة، وسارعَ المشاهيرُ المناهضون للعبور الجنسي على الإنترنت إلى نشرِ ادعاءاتِ الزورِ عن إيمان بعد مباراتها مع كاريني.
ويبدو أن كريمليف حرصَ على استغلال الحرب الثقافية الدائرة وسيلةً لنزع الشرعية عن اللجنة الأولمبية الدولية، بعدما أطاحت بمنظّمتِه وأعلَنَت أن الملاكمةَ ستُستبعَد من أولمبيادِ لوس أنجلوس عامَ 2028 ما لَم تتشكّلْ هيئةٌ إداريةٌ جديدةٌ. وبحسبِ ما وردَ، فقد صاح كريمليف بوجه الصحفيين في باريس قائلاً: "سندافعُ عن الملاكِماتِ النساءِ حيثما تَنافَسْن، بما في ذلك الألعابُ الأولمبية".
كان الجدلُ المُثارُ عن إيمان برُمّتِه مفاجئاً لكثيرين ممّن شعروا بالحيرةِ إزاءَ الاتهامات الموجّهة ضدّها أو إزاءَ تورُّط الجزائر في هذه العاصفة النارية الآتية من الغرب.
وفي حينِ أن السرديةَ التي قدّمَها أمثالُ رولينغ وماسك تركِّزُ على تجاوزِ حركةِ حقوق العابرين جنسانياً حدودَها، بصفتِها جزءاً من "حرب ثقافية" أوسعَ في الغربِ، إلّا أن هذه الحركةَ الحقوقيةَ لا وجودَ لها في نظرِ معظمِ الجزائريين. فهنا، ولا سيّما عند الأجيالِ الأكبرِ سنّاً، يعدُّ مفهومُ الهويةِ الجنسانيةِ محصوراً بكونك إمّا امرأةً أو رجلاً، ولا يوجد بين هذَين الهويّتَيْن شيءٌ ولا يمكن تغييرُ إحداهما بعد تحديدها عند الولادة.
لقد وجدَ المجتمعُ الجزائريُ نفسَه وسطَ جدلٍ لا يفهمُه تماماً، وأحياناً إلى جانب رفاقٍ غرباءَ لا يتّفقُ معهم، وربما اضطرَّ بعضُ الجزائريين إلى مواجهةِ حقائقَ يُصرَف عنها النظرُ. في مقابلةٍ مع ديلي ميل أونلاين، نفى المذيعُ التلفزيونيُّ يوسف زغبة، الذي قال إنه نشأَ في المنطقةِ نفسِها التي نشأَت فيها خليف، وجودَ أشخاصٍ "متحوّلين جنسانياً" في الجزائر، قائلاً: "لا يوجد شخصٌ واحدٌ متحوّلٌ جنسانياً في الجزائر لأن جميعَ المكوّناتِ الشعبيةِ في الجزائرِ ترفضُ هذه الفكرةَ رفضاً قاطعاً. نحن مسلمون، وبالنسبة لنا هذا الأمرُ مُحرَّمٌ ومن المستحيل أن يحدثَ في الجزائر".
لكن جميلة صحراوي، الأخصائية الاجتماعية في الصحّةِ الجنسيةِ والتي تعملُ مع الفئات المهمَّشة في وهران، نَفَت في مقابلةٍ لها مع نيولاينز طرحَ زغبة ووصفَته بالهراءِ، قائلةً إن "هناك نوعاً من الفصام المجتمعي في الجزائر في مسألة الهوية الجنسانية". وأضافت أن "لمجرّدِ أن العابرين جنسانياً مضطرّون للاختباء، فإن ذلك لا يعني أنهم غيرُ موجودين … مِن غيرِ القانونيّ تغييرُ اسمك أو الحصول على رعايةٍ صحيةٍ تراعي هويتك الجنسانية؛ صحيحٌ أن الأشخاص العابرين جنسانياً غير معترَف بهم في الغالب في الجزائر، إلا أنه لا يوجد قانونٌ معيَّنٌ ضدّ كون المرءِ عابراً جنسانياً".
لكنّ المثليةَ الجنسيةَ غيرُ قانونيةٍ في الجزائر، حتى ولو لم ينفَّذ القانونُ الذي يحظرُها البتّة. هناك شخصياتٌ عامّةٌ محبوبةٌ ومحترمةٌ تُفصِح عن مثليّتِها أو كونِها عابرةً جنسانياً أو لا تتناسب مع المعايير المحافظة للهوية الجنسانية أو النشاط الجنسي المقبول. كثيراً ما غنّى وتحدّث علناً الشاب عبدو، مغنّي الراي التقليديّ الشهير الذي يعيش ويعمل في الجزائر، عن مثليّتِه وسلوكياتِه الجنسية، وقد تركَته السلطاتُ في سلامٍ، وما يزال محبوباً ومحترماً من كثيرٍ من الجزائريين.
تعترف صحراوي بأن مشاعرَ متضاربةً تنتابُها حيالَ ردودِ الفعلِ العامة على قضيةِ إيمان في الجزائر، خاصةً وأن حضورَها كان موضعَ استهزاءٍ علنيٍّ في البلاد في السابق.
"مِن ناحيةٍ، مِن المفرِح أن نرى امرأةً تمارِس الرياضةَ وأن تتّحدَ الأُمَّةُ بأكملها تضامناً معها. لكن الجزائريين كانوا أوّلَ من 'حَقّروا' عليها سنواتٍ بسبب مظهرها، كما ينسى الجميع. أشعر بأن هناك مستوىً عميقاً من النفاق هنا. بمجرّد أن دخلَ إيلون ماسك وجي كي رولينغ على الخطّ قالَ الجزائريون: "لا، لا يحقّ لأحدٍ أن يُحقِّرَ علينا غيرُنا". ثم أضافت مستنكِرةً: "مُحقِّرٌ لا يحبُّ المتحقّرين!" استخدمَت صحراوي مفردةَ "الحُقرة" مجدّداً لتعبِّر عن احتجاجِها جزائريِّ المنشأِ ضدّ الظلم.
مع ذلك، قالت صحراوي إن الجدلَ أثار نقاشاً "مهماً بالنسبة لمجتمعٍ مثل مجتمعِنا. فجأةً، أصبحت مصطلحاتٌ مثل ثنائيّي الجنس، والهوية الجنسانية، والتعريفات الأكثر تقبُّلاً للأنوثة، جزءاً من الحوار الوطني، وهذا أمرٌ مثيرٌ للدهشة." ربما سمحَت موجةُ النقد العنصري والكارِهِ للنساء من جانبِ السياسيين ووسائلِ الإعلامِ بظهورِ منظورٍ أكثرَ دقّةً لثقافةٍ وشعبٍ غيرِ معتادَيْن حقاً على مستويات الدعاية الدولية على هذا النطاق والتي استهدفت واحدةً منهم.
انتشرَت التعبيراتُ عن التضامن، وقال أحدُ مستخدمي منصةِ إكس: "هذه هي المَرّةُ الأُولى التي يشعرُ فيها الجزائريون بهذا النوع من التضامن منذ الثورة".
قالت صحراوي إنه يتعيّن قيامُ المزيد بشأن القضايا التي يثيرُها هذا الجدل. ففي وقتٍ سابقٍ من هذا الصيف، انخرطَت البلادُ في نقاشٍ أثارته فتوىً على الإنترنت تحرِّمُ على النساءِ أكلَ المثلّجاتِ في الأماكنِ العامّةِ بسببِ الطبيعةِ الاستفزازيةِ لِلَعْقِ المثلّجاتِ. وقالت صحراوي إنها تأملُ أنه عندما يَصِلُ الأمرُ إلى الحقوق والحرّيّات الفردية للجميع في الجزائر، فإن قضيةَ خليف ستمثِّلُ خطوةً في الاتجاه الصحيح.