استمع لهذه القصة
وقفتُ أمام النصب التذكاري مع كمال بيرفانياك الذي كان محتجزاً عام 1993 في معسكر اعتقال أنشأته قوات الصرب في منطقة أومارسكا حيث أُودِع مع كثير من شبان قريته. أخبَرني أنه هاجَر إلى بريطانيا بعد نجاته من معسكر الاعتقال، لكنه عاد مع بداية الألفية ليساعد في إعمار قريته المهجورة. يقول بيرفانياك إن النصب يذكّر السكان المحليين والمهاجرين الذين يعودون إلى زيارة أرضهم بِهَوْلِ ما مرَّ به مسلمو البوسنة. ويضيف قائلاً: "ما جرى حُفر في ذاكرتي، أحاول الآن تعليم ابني حُبَّ هذه الأرض وتذكيرَه بما مررنا به من مآسٍ".
فقدَت قرية كيفلياني 90 بالمئة من سكانها، ووضعت ظروف الحرب بيرفانياك ومسلمي قريته في وضع صعب؛ فقد خضعت قريتهم لجمهورية صرب البوسنة وهي كيان يحكمه صرب البوسنة داخل دولة البوسنة والهرسك الاتحادية. رعت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اتفاقاً بين المسلمين والصرب والكروات قسّم الإدارة في تلك الجمهورية اليوغسلافية السابقة إلى كيانين أحدهما يديره المسلمون والكروات معاً، وآخر يديره الصرب ويعيش فيه بيرفانياك المسلم. ما زالت البوسنة بلداً واحداً يتداخل فيه الوجود السكاني أحياناً حتى مع عمليات التهجير والقتل السابقة؛ فترى كرواتاً وصرباً كُثراً ما زالوا يعيشون في مناطق يحكمها المسلمون بينما يعيش مسلمون من أمثال بيرفانياك بجمهورية الصرب في البوسنة.
يخشى بيرفانياك الذي فقد كثيراً من أقاربه وأصدقائه في الحرب على مستقبل قريته ومسلمي البوسنة القاطنين بجمهورية صرب البوسنة، مع تلويح رئيسها ميلوراد دوديك بإعلان الانفصال عن الجمهورية الاتحادية. تبدو مخاوف مسلمي البوسنة من نشوب صراعٍ جديدٍ واقعيةً، فكثيرون يتحدثون عن فقدان الأمل بمستقبل مستقر وسلام دائم في هذا البلد. كلمات دوديك ودعوته إلى استقلال جمهوريته الصربية عن الاتحاد البوسني يتردد صداها في آذان المسلمين وتُحْيِي مخاوفَهم التي ورثوها عن آبائهم. تصريحات دوديك أعقبت تصويت البرلمان المحلي على إيقاف بعض قرارات المحكمة الدستورية والعمل على توسيع القوات المسلحة المحلية خلال الأشهر القليلة الماضية.
عزم دوديك في تصريحاته أن يكون أول رئيس لجمهورية صرب البوسنة المستقلة، وأصدر مرسوماً بمنع الممثل الأوروبي الألماني كريستيان شميت من دخول أراضي جمهورية صرب البوسنة. وشميت هذا هو المشرف على تطبيق اتفاقية دايتون عام 1995 التي أنهت الحرب ورسمت معالم نظام الحكم في دولة البوسنة والهرسك. أظهر دوديك أنه قادر على خلط الأوراق وتذكير البوسنيين بمحاولة الصرب إجبارَهم على البقاء ضمن ما تبقى من الاتحاد اليوغسلافي بقيادة بلغراد في بداية التسعينيات، مع أن دستور الاتحاد السابق كان يمنح كل سكان جمهورياته الحق في التصويت على الاستقلال والانفصال عن يوغسلافيا. قرّرت ألمانيا إيقاف تمويل أربعة مشاريع للبنية التحتية في جمهورية صرب البوسنة بقيمة تصل إلى مئة وخمسة عشر مليون دولار رداً على ما سمّته "الإجراءات الانفصالية" المتمثلة بتصويت برلمان صرب البوسنة على تعليق أحكام المحكمة الدستورية وإيقاف زيارة شميت الذي يراه البوسنيون المسلمون ضامناً للاستقرار.
فاز دوديك في انتخابات عام 2022 بعد أن حصل على نسبة 47 بالمئة في انتخابات "جدلية" كما وصفتها كثير من وسائل الإعلام الغربية. وقد عُرف دوديك منذ نهاية التسعينيات بخطاباته المعادية للمسلمين، وهو ذو شعبية كبيرة بين صرب البوسنة وصوره منتشرة في شوارع بانيا لوكا.
حاولتُ أن أسأل الصرب في زيارة للمدينة لإجراء مقابلات بحثية في سياق دراستي للماجستير باختصاص حل النزاعات عن رأيهم بدوديك لكنّ مرافقي نبّهني إلى أن الصرب لا يثقون بالأجانب كثيراً، ولن يثقوا بي، لا سيّما إن عرفوا أني أدرس في جامعة أمريكية. وحكى منظمو الرحلة أن الصرب لا يثقون بالأمريكيين ويتهمونهم بالانحياز إلى المسلمين والكروات، وحتى دوديك نفسه اتهم الولايات المتحدة بارتكابها "تطهيراً عرقيّاً" بحق الصرب لصالح المسلمين.
تتهم الولاياتُ المتحدة بالمقابل دوديك بـالفساد وتهديد السلم الأهلي، لكن الرجل يمثل تياراً قومياً صربياً لم يضعف وإن خفت صوته منذ انتهاء الحرب وانحسار قوة الصرب الذين كانوا يهيمنون على البوسنة ويوغسلافيا. يقول أستاذ تحليل الصراعات في جامعة جورج ميسن مارك غوبن إن دوديك يهدد بتفجير الوضع في البوسنة. ويشرح أن دوديك يمنع التحركات الرسمية البوسنية الهادفة إلى الانضمام رسمياً إلى الاتحاد الأوروبي؛ الأمر الذي يتيح للبوسنيين الفرصة للانتعاش اقتصادياً وتحقيق شفافيةٍ أكبرَ تسهِّل الانتقالَ إلى ديمقراطيةٍ أَرْسَخَ، مما يحدّ من حالة الفقر واحتكار السلطة والنفوذ بيد أفراد يعتمدون على الولاءات القومية والدينية لضمان بقائهم في الحكم.
يشير غوبن إلى أن السياق التاريخي مهم لفهم أسباب تصاعد الشعور القومي بين الصرب في البلقان ومحاولتهم إجبار مسلمي المنطقة من البوسنيين والألبان في كوسوفو على البقاء ضمن الكيان الصربي. يقول إن الصرب عاشوا صدماتٍ تاريخيةً أثرت في وعيهم الجمعي، أبرزُها إنهاءُ حُكم مملكة الصرب على يد الأتراك العثمانيين في معركة كوسوفو الشهيرة عام 1389، وتحوُّل البوسنيين إلى الإسلام أثناء الحكم العثماني، وهو ما قرّبهم إلى السلطة قروناً، وحملات الإبادة التي تعرض لها الصرب في الحرب العالمية الثانية على يد ميليشيات مقرّبة من النازيين. يقول غوبن إن هذه الصدمات خلقت حالة من الشعور بالحاجة إلى حماية النفس والانتقام معاً لدى كثير من الصرب.
جاءت الحرب الروسية الأوكرانية هي الأخرى لتعمق هذا الشعور الجمعي وتزيد القلق أكثر من خطر تنامي التيار الصربي الشعبوي في البوسنة بقيادة دوديك. أعلن زعيم صرب البوسنة عن منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسام الاستحقاق امتناناً لروسيا وسط حالة الاستقطاب العالمي والحصار الأوروبي على روسيا لحربها أوكرانيا. يسيطر شعور شعبي ورسمي في كل من صربيا وجمهورية صرب البوسنة بالارتباط القومي والديني مع موسكو، فالجمهورية الروسية وجمهورية صربيا وكيان صرب البوسنة تدّعي جميعاً أن شعوبها مرتبطة عرقياً وغالبية سكانها تعتنق المسيحية الأرثوذكسية.
كانت صور بوتين منتشرة في جمهورية صرب البوسنة عند زيارتي لها. جلست بالقرب من إحداها حين تحدثتُ مع عاملة الفندق التي قالت إن "بوتين يمثل مجابهة أمريكا التي لم تجلب إلينا سوى الفقر والوعود الفارغة". هناك من يفسر قرار منح وسام الاستحقاق لبوتين على أنه تحدٍّ للغرب ورغبةِ بقيةِ مكوناتِ البوسنة والهرسك في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والمعسكر الأمريكي، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الأمريكية عقوبات على شخصيات في جمهورية صرب البوسنة ترتبط بدوديك من بينها ابنته وابنه.
شهدت يوغسلافيا في ظل حكم تيتو نمواً اقتصادياً كبيراً وتعايشاً بين مكوناتها العرقية والدينية، لكن الاتحاد اليوغسلافي من ست جمهوريات متحدة في دولة واحدة تصدع نهاية الثمانينيات حتى انهار مطلع التسعينيات للخلافات بين توجهات الجمهوريات وقادتها. يقول سائق سيارة الأجرة الذي أقلني إلى المطار وهو يشير إلى صورة تيتو المتدلية من مرآة السيارة "إنه مختلف، لقد كان أباً لنا، هو لا يشبه الحاليين أبداً، لم يكن سارقاً".
ذكر أستاذ القانون في سراييفو زدرافكو جريبو في مقالة تصف الحالة السياسية الحالية أن النظام السياسي في البوسنة والهرسك يشبه وحشاً له ثلاثة رؤوس لوجود ثلاثة كيانات أقرب ما تكون إلى جمهوريات منفصلة داخل الدولة الاتحادية البوسنية، الكيان الأول تسيطر عليه أغلبية بوسنية كرواتية ضمن ما يسميه المحليون المنطقة الاتحادية وعاصمتها سراييفو، والثاني فيه الأغلبية الصربية في جمهورية صرب البوسنة شديدة المركزية وذات الحكم الذاتي وعاصمتها بانيا لوكا، أما الثالث فتمثله منطقة برتشكو التي تحكمها إدارة مشتركة من القوميات.
تملك هذه الدولة الصغيرة عشر مقاطعات إجمالاً، وفيها أكثر من مئة وخمسين وزيراً على مستويات مختلفة، وكثرة كاثرة من أعضاء البرلمان، فصارت دولة منقسمة مع مؤسسات مركزية ضعيفة يديرها مجلس رئاسي من ثلاثة يمثلون عرقيات البوسنة من البوشناق المسلمين والصرب والكروات. لا حواجز حقيقية على الأرض تفصل تلك الكيانات وإنما فروقات جلية في الواقع الاقتصادي بين العاصمة سراييفو ذات الغالبية المسلمة وبين موستار ذات الغالبية الكرواتية وبانيا لوكا التي تشكل قلب الكيان الصربي، فأنواع السيارات وأسعار الوجبات وجودة الطرق وصور القادة تحكي الكثير.
يرافق هذا الخلل البنيوي في النظام السياسي بالبوسنة والهرسك فساد كبير في مفاصل المؤسسات العامة. في دراسة أجرتها منظمة الشفافية الدولية قال واحد من كل خمسة إنه دفع رشوة للحصول على خدمة عامة. تراجعت الدولة في المسح السنوي لمؤشر مدركات الفساد الذي نشرته المنظمة عام 2022، لتكون ثالث دول أوروبا فساداً.
يعي المواطنون خطر الفساد على البلاد ويصنفونه رابع مشكلة تواجه بلادهم، بعد البطالة، وأداء الحكومة، والفقر وانخفاض مستوى المعيشة. تقول إدارة التجارة الدولية الأمريكية إن انفتاح البوسنة والهرسك على الاستثمار الأجنبي لم يحمِ المستثمرين من مواجهة عقبات كثيرة على رأسها الأطر القانونية التنظيمية المعقدة والهياكل الحكومية وإجراءات الأعمال غير الشفافة والحماية غير الكافية لحقوق الملكية والنظام القضائي الضعيف تحت التأثير غير المبرر للأحزاب العرقية القومية وشبكات المحسوبية التابعة لها. الفساد بأنواعه خلق حالة من الشك داخلياً وخارجياً ويأساً شعبياً من قدرة النظام على الاستدامة وتحقيق الرفاهية، ليترجم ذلك بتراجع في الاستثمار الاقتصادي وتدهور إيمان الأشخاص بقدرة الانتخابات على إحداث التغيير. قال لي مواطنون التقيتهم في أكثر من مناسبة إنهم لا يفكرون بالبقاء في سراييفو، هناك من تحدث عن عزمه الانتقال إلى ألمانيا، وهناك من قال إنه فقد الأمل نهائياً في تحسن وضع البلاد المعيشي.
انخفض عدد المشاركين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على مدار العقود الماضية، وهو ما يعده بعضهم نتيجة عدم قناعة الناس بالمسار السياسي في ظل الفساد. أدلى 51 بالمئة من الناخبين فقط بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة، وهذا الرقم أقل بكثير من مجموع الأشخاص الذين شاركوا في الانتخابات الثانية بعد الحرب الأهلية في عام 1998 عندما صوت أكثر من 70 بالمئة من الأشخاص المسجلين لاختيار رؤساء وأعضاء برلمان جدد. يرى كثيرون ومن بينهم نائب الممثل الأوروبي في البوسنة والهرسك جوناثان مينوتي أن الانتخابات كثيراً ما تعبر عن المحسوبية "فالقادة يتحكمون في توزيع الوظائف وخلق المحسوبية السياسية". وقالت الناشطة في مجال بناء السلام في منظمة الشباب من أجل السلام، أمينة فرلجاك، إن "الشباب لا يصوتون في الانتخابات، بل ينتظرون لحظة المغادرة".
يجد غالبية الشباب أنفسهم بلا فرصة للحصول على الوظيفة التي يتوقعونها ويتجهون إلى الهجرة لأن الوظائف في بلادهم أصبحت منوطة بالقادة السياسيين وشبكات المحسوبية والفساد. قالت كريستينا شيسليا، رئيسة مكتب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بانيا لوكا في شرحها للأسباب التي تدفع الشباب للبحث عن حياة أفضل في الخارج إن "الأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ يغادرون بسبب قلة الفرص، وتذهب الوظائف إلى هؤلاء المقربين من الأحزاب السياسية". جاء في استطلاع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن ثلثي الشباب يرون أن السفر يحسن فرص العمل المتاحة لهم، وأعرب واحد من كل ثلاثة مشاركين عن تفكيره في السفر بينما ذكر نصفهم أنه لا يفكر حالياً في مغادرة البلاد لكن ذلك قد يكون خياراً في المستقبل.
غياب التنمية الاقتصادية والنظام السياسي الرشيد جعل زعماء الأحزاب السياسية في البوسنة والهرسك محتكرين للثروة، وأسهم حجم الإنفاق الحكومي العام في تغذية هذا الاحتكار، ويمثل هذا الإنفاق 46 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، نحو 25 بالمئة منه في اتحاد البوسنة والهرسك، و 13 بالمئة في جمهورية صرب البوسنة. تمثل الأجور 12.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وربع الإنفاق العام، وتستحوذ المزايا الاجتماعية على أكثر من ثلث الإنفاق، مما يترك مساحة مالية ضئيلة للإنفاق على البنية التحتية العامة التي تشتد الحاجة إليها. ومع احتكار السلطتين السياسية والاقتصادية فإن التحشيد في حال نشوب أي صراع يكون أسهل لدى قادة البوسنة والهرسك وخصوصاً الصرب منهم، فالموارد الاقتصادية والولاءات السياسية يمثلان المحرك الأساس في دفع الشباب المتحمسين المدججين بالأفكار القومية والدينية لحمل السلاح والعنف.
العدول عن الإنجاب مشكلة كبيرة في أنحاء البوسنة والهرسك. لم أرَ أطفالاً في شوارع وأزقة سراييفو غير أطفال السياح العرب، وعلى النقيض من أصوات الأطفال التي تسمع في شوارع بغداد وعمان والقاهرة، كان الصمت قرين هذه المدينة. سجلت البلاد في عام 2022 أحد أدنى معدلات الإنجاب في تاريخها، ويتوقع انخفاض عدد سكان البوسنة والهرسك إلى أقل من 1.6 مليون نسمة عام 2070 وفقاً لبيانات الأمم المتحدة إذا ما بقيت معدلات الهجرة والمواليد على حالها، وهذا أقل من نصف عدد السكان الحالي للبلاد، وما يزيد قليلاً على ثلث عدد السكان في عام 1991.
ستخلف قلة المواليد في المستقبل المنظور أزمة سكانية، فاليوم تضاعف متوسط عمر المواطنين تقريباً عما كان عليه قبل خمسين سنة، وفي غضون بضعة عقود سيواجه نظام التقاعد مشكلة حقيقية بغياب الشباب عن سوق العمل ما سيجعل البلاد عاجزة عن دفع معاشات التقاعد لكبار السن كما تقول كريستينا شيسليا، رئيسة مكتب المنظمة الدولية للهجرة في بانيا لوكا.
يترافق انخفاض معدل المواليد وزيادة الهجرة مع خيبة الأمل التي يحملها الناس بشأن السنوات المقبلة، للجمود السياسي وضعف النمو الاقتصادي. يسجل البلد مرتبة منخفضة في الاستبيانات الدولية عن الأمل وتطلعات الشعوب إلى المستقبل، كان الناس في البوسنة والهرسك متشائمين أكثر من سائر شعوب منطقة البلقان عام 2022، فقد عبّر 47 بالمئة من المشاركين في استطلاع لمنظمة البلقان باروميتر عن خشيتهم من تدهور الاقتصاد قريباً، في ظل التلويحات بالانفصال واحتمال نشوب حرب أهلية جديدة، وهذا الأمر لا يقتصر على مسلمي البوسنة، بل يشمل الكروات والصرب أيضاً. "لقد أصبحنا مجتمعاً ميؤوساً منه" هكذا وصفت سابينا سيهايتش، الأستاذة من أصول بوسنية في علم النفس الاجتماعي بجامعة ستوكهولم وجهة نظرها عن المستقبل في البوسنة. يقول الأب والناشط في مجال حقوق الإنسان إيفو ماركوفيتش: "لدينا الآن أحزاب قومية، وهم يتلاعبون بالناس بسهولة عن طريق بث الخوف"، ويضيف "يمكن أن تأتي أحزاب غير قومية أفضل، لكنها لا تستطيع الوصول إلى وسائل الإعلام بعد".
شابت فترات طويلة من الشك والقلق حياة البوسنيين منذ توقيع اتفاقية دايتون للسلام في ديسمبر عام 1995، وواجهت البلاد عقبات كأْداءَ في محاولاتها الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية وتحقيق نمو اقتصادي كبير، بانت خلاله نزعات قومية وسرديات المظلومية التاريخية من الجانبين، فباتت البوسنة والهرسك اليوم على حافة جرف هاوٍ قد تنزلق إليه لتسقط في أتون حرب جديدة.
